ألا تجلسين قليلاً ..
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني
كما تعلمين......
لم يك نقشاً على وجه ماء،
كبيراً ......
كهذي السماء...
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟
ففي القلب شيء كثير .. وحزن كثير .
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات...
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين...
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء .
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين...
ليست تموت بتلك السهوله...
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قراراك طبعاً ....
ولكنني أشعر الآن ، أن جذورك...
وذات اليمين،،
فكيف نفك حصار العصافير ،والبحر ، والصيف ، والياسمين ؟...
أنا لست ضد رحيلك ..
لكن ..تذكرت أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر..
فماذا يضيرك لو تجلسين لحين انقطاع المطر ؟...
أنت بكيت كثيراً ..ومازال وجهك - رغم اختلاط دموعك بالكحل -مثل القمر...
عل قليلاً من الشعر .. يكسر هذا الضجر...
تقولين إنك لا تعجبين بشعري !!
سأقبل هذا التحدي الجديد بكل برود
وكل صفاء
وأذكر كم كنت تحتفلين بشعري .
وتحتضنين حروفي صباح مساء....
وأضحك من نزوات النساء..
فليتك ، سيدتي ، تجلسين فإن القضية أكبر منك...
وأكبر مني كما تعلمين،
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه ..وبعض الغرور
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟
وإحراق كل الشجر
أنا لا أحاول رد القضاء
ورد القدر،
ولكنني أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب ....
وعشقك صعب .. وكرهك صعب
وقتلك حلم بعيد المنال....
فلا تعلني الحرب ...
نزار قباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق